CHAIRMAN: DR. KHALID BIN THANI AL THANI
EDITOR-IN-CHIEF: DR. KHALID MUBARAK AL-SHAFI

Views /Editor-in-Chief

من تضامن الى عمل مشترك

Dr. Khalid Al-Shafi

16 Sep 2025

شكل الغدر الإسرائيلي الجبان لحظة مفصلية دقت فيها جرس انذار التطرف الصهيوني المتصاعد، فكما تفاجأ مواطنو بلادي ومقيموه الآمنين وصدم المجتمع الدولي بهذا العدوان الغاشم، فإن العالم العربي والإسلامي قد شعر بخطورة هذا الاعتداء الهمجي الذي لا يمثل الا إرهاب دولة مارقة وانتهاك سافر وخطير لسيادة دولة قطر العضو في الأمم المتحدة

ان العالم اجمع يدرك حجم الجهود المضنية التي بذلتها بلادي قطر منذ عامين بالتعاون مع الشقيقة مصر من أجل التوصل الى تسوية ووقف المجازر وحرب الإبادة التي تقوم بها آلة الحرب الإسرائيلية في غزة الابية

إن الجنون الإسرائيلي قد ترك العالم اجمع في حيرة وتساؤل، وقد عبر عنها سمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني امير البلاد المفدى حفظه الله ورعاه في خطابه الذي القاه في اعمال القمة العربية الإسلامية الطارئة التي عقدت أمس بالدوحة وبحضور ما يقرب من 50 من أصحاب الجلالة والفخامة والمعالي قادة ورؤساء وفود الدول الإسلامية، عبر سموه قائلا: (إذا كانت إسرائيل تريد اغتيال القيادة السياسية لحركة حماس فلماذا تفاوضها؟ وإذا كانت تريد التفاوض لإطلاق سراح الرهائن فلماذا تغتال كل من يمكن ان يدير المفاوضات معها؟ وكيف علينا ان نستقبل في بلدنا وفودا إسرائيلية للتفاوض فيما يخطط من أرسل هذه الوفود لقصف هذا البلد)

إن القوة الدبلوماسية التي استخدمتها قطر والتي استطاعت في وقت قليل من عقد اجتماع بهذا الحجم وهذا العدد الكبير وهذا الحضور والتمثيل عالي المستوى للوفود المشاركة لهو خير دليل ورد على المشككين من المكانة الكبيرة التي تحظى بها بلادي في المجتمع الإسلامي والعالمي على حد سواء

ان الحقيقة التي تقف امامها هذه القمة الطارئة هي ان إسرائيل تشكل خطرا على السلام والامن الإقليمي، وان الرسالة التي تبعث بها القمة، حتى وان ضعفت الإرادة للعمل المشترك، هي ان العدوان على أي دولة عربية مسلمة هو عدوان عليها جميعا، وان شعوب المنطقة بأسرها عازمة على وضع حد للعدوان الإسرائيلي الهمجي الغادر والجبان

وان الرسالة الأخرى هي ان دول المنطقة وشعوبها ترفض ان تضعها إسرائيل امام الامر الواقع عبر اعتداءاتها المتكررة في إطار تحقيق حلم الحركة الصهيونية المتطرفة في إقامة ما يعرف بإسرائيل الكبرى

ان هذه القمة أحيت فرص العمل العربي والإسلامي المشترك وخلقت أجواء مواتيه لعمل دبلوماسي وسياسي على مستوى الجمعية العامة للأمم المتحدة والتي ستعقد اجتماعاتها خلال الأيام القادمة في نيويورك لوضع حد لهذه الغطرسة الإسرائيلية وتجاوزاتها القانونية والأخلاقية، ولهذا دعت القمة الطارئة الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي إلى النظر في مدى توافق عضوية إسرائيل في الأمم المتحدة مع ميثاقها، لكون اسرائيل لا تحترم أي من المواثيق والمعاهدات الدولية

وقد انعكس هذا في مخرجات القمة من خلال التأكيد على التضامن المطلق مع دولة قطر ضد هذا العدوان الذي يمثل عدوانا على جميع الدول العربية والإسلامية، والاشادة بمواقف قطر والاجراءات التي اتخذتها ضد اسرائيل مع الرفض القاطع لمحاولات تبرير هذا العدوان تحت أي ذريعة، والرفض الكامل والمطلق لأي تهديدات إسرائيلية مستقبلا لدولة قطر مجددا، أو أي دولة عربية أو إسلامية